سياسية الرئيس غزواني الإنسانية: كيف حولت بطاقة صغيرة حياة امرأة من اليأس إلى العلاج؟

في أحد الأيام وبين جدران مستشفى روصو وقفت على مشهد لا يمكن أن تمحوه الذاكرة بسهولة. امرأة منهكة يبدو أن معاناتها ليست وليدة اللحظة بل هي قصة عمر من الضعف والحرمان. اقترب منها الطبيب بعد معاينة ليخبرها أنها بحاجة إلى فحوص طبية عاجلة.
نظرت إليه بوجه يحمل أكثر من وجع المرض وقالت بصوت واهن: "العاد إلا ذاك… خليه عنك."
ثم خرجت بخطى مثقلة وكأن الحياة كلها تخلت عنها.
لحقتها وسألتها بهدوء: "ما بكِ؟"
قالت: "ما عندي مال، وابني طريح الفراش في البيت، وليس في محفظتي إلا ألفين قديمة ولا عندي حالة للفحوص."
قلت لها مطمئنًة: "لا عليكِ… تعالي."
أخذتها معي لبدء إجراءات الفحص وإذا بها تفتح محفظتها تبحث عن الألفين تقلبها بتوتر تصب كل محتوياتها على الطاولة وبين أوراقٍ مهترئة وبطاقة تعريف قديمة… وجدنا شيئًا غريبًا: بطاقة تأمين صحي!
سألتها بدهشة: "أين حصلتِ على هذه البطاقة؟"
قالت: "منذ 3سنوات أعطاني إياها أحد سكان القرية… قاللي عنه حد عندو اتم يجبر الرسيون ولا كط بعد ريتو ومانعرف قيمته شنهي لم استعملتها يومًا، ولا حد سألني عنها."
المهم
كانت المفاجأة الكبرى: قمنا بجميع الفحوص وأخذت الدواء وكل شيء كان مجانًا بالكامل بفضل تلك البطاقة التي لم تكن تدري ما قيمتها.
وهنا لا يسعني إلا أن أوجه كلمة صادقة إلى فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني:
هذه الخطوة الإنسانية الجبارة – توفير التأمين الصحي للفئات الهشة – ليست مجرد إجراء إداري بل هي فعل إنساني نبيل ينقذ الأرواح ويحفظ الكرامة.
من السهل على البعض التقليل من أهمية هذه المبادرات خاصة من اعتادوا تبخيس كل منجز مهما كان أثره ولكن الحقيقة تبقى جلية أمام من يرون الأمور بعيون الضمير لا بأهواء السياسة.
نعم بطاقة تأمين صحي قد لا تعني شيئًا للبعض لكنها لامرأة مريضة بلا سند كانت تعني الحياة.
فلنقف مع ما يُنجز ولنناصر الحق في الكرامة والرعاية لكل مواطن خصوصًا أولئك الذين لم ينصفهم الزمن.
الناشطة السياسية في حزب المسار على مستوى روصو، مريم امباي.
#العلم