لماذا إذن يسمح بأن تُوضع العراقيل امام ديموقراطيتنا الناشئة انطلاقًا من الأراضي الفرنسية؟
 
 
                        
                     رسالة مفتوحة 
إلى  العناية  السامية 
لسعادة  السيد  إيمانويل  ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية ، 
عبر  سعادة  السيد  سفير  فرنسا  في  نواكشوط
سعادة الرئيس ،
يشرفني أن أتوجه إليكم بهذه الرسالة التي أضيف من خلالها عناصر جديدة، تؤكد محتوى رسالتي المفتوحة ، السابقة .
في الواقع - ومن جديد انطلاقًا من أرض فرنسا العظيمة ، الديمقراطية والليبرالية ، الصديقة لبلادنا - أقدم أحد الأشخاص المستفيدين من ضيافتكم وكرمكم على التدخل علنًا ، لمناصرة المعتديات اللاتي قمن بالاعتداء على رئيس جمهوريتنا ، وذلك في تحدٍّ صارخ لاستقلالية القضاء .
هل تعلمون سعادة الرئيس ، الأسباب - التي تكمن وراء هذا الهجوم الجديد ضد رئيسنا وضد بلدنا ؟ .
سأوضح  لكم :
" لقد  قرر الرئيس الغزواني  تنظيم  حوار  وطني  شامل"  محليا  ؛  وهناك  في  باريس ،  وبروكسل  و ...  تنشط  منظمات  معادية  لبلدنا .  انها  تضم  أفرادًا  من  بلدان  إفريقية  وأوروبية  تنفذ  ضدنا  اعمالا  مختلفة ، من شأنها  "تسميم"  الأجواء  السياسية ،  ومنع  انعقاد  هذا  الحوار  الوطني  الشامل الذي  طالما  انتظراه :  الشعب  الموريتاني  وطبقته  السياسية .
وسيؤكد لكم المراقبون للمشهد السياسي والإعلامي في بلادنا ، العلاقة السببية بين هذه الخطوة الرئاسية من جهة ، وبين الاعتداءات الرامية إلى إفشالها ، من جهة أخرى . ومع ذلك ، فإن الحوار بشكل عام والحوار الوطني الشامل ، بشكل خاص ، يمثلان آلية أساسية لتطبيق الديمقراطية التي نصحنا الرئيس ميتران وخلفاؤه باعتمادها ، وأنتم أيضًا .
فلماذا إذن يسمح بأن تُوضع العراقيل امام ديموقراطيتنا الناشئة ، انطلاقًا من الأراضي الفرنسية ؟ .
سعادة الرئيس ،
اسمحوا لي أخيرًا ، أن أكشف لكم - على سبيل الطرافة - عن أحد أسباب تدخلاتي المتكررة :
لقد تم ابتكار جملة "الحوار الشامل والديمقراطية الشاملة" هنا في موريتانيا ... من طرفنا ؛ واعطينا للمصطلح "الشامل" INCLUSIF “معنى فرنسي/ موريتاني خاص ، سرعان ما انتشر عبر العالم ، رغم اختلافه عن تعريفه الأصلي ! .
وقد لاقت هاتان الصيغتان أو هذان النموذجان (الديمقراطية الشاملة والحوار الشامل) استحسان السيدين : ألان جوبيه وإدوار فيليب ، رئيس وزرائكم الأول ، وخلفكم المفترض ، حسب توقعات معهدنا 2IRES الذي سبق له أن أصاب في توقعات رئاسية أخرى أخرى...).
فقد شاركتُ بالفعل إلى جانب هاتين الشخصيتين الفرنسيتين البارزتين في حملة الانتخابات التمهيدية لسنة 2016 ، الخاصة بالسيد ألان جوبيه ، بناءً على طلبه .
وتفضلوا ، سعادة الرئيس ، بقبول أسمى عبارات التقدير ،والاحترام .
محمد ولد محمد الحسن
* خريج جامعة باريس التاسعة دوفين المرموقة
* أستاذ جامعي
* الرئيس المؤسس لمكتب FAAR
والمعهد الدولي للبحوث والدراسات الاستراتيجية
2IRES
في 27 إبريل 2025
 
                      
 
 
                                  
                                  
                                  
                                 



