الخميس
2025/03/27
آخر تحديث
الخميس 27 مارس 2025

الآن الآن وليس غدا! هشاشة وخطر الهجرة علي كيان الشعب الموريتاني

4 مارس 2025 الساعة 17 و12 دقيقة
الآن الآن وليس غدا!  هشاشة وخطر الهجرة علي كيان الشعب (…)
طباعة

نؤكد دائما علي التركيز علي الجانب البنيوي وهو الوحدة الوطنية ومنطق دولة الجمهورية ، لأن هناك اختلالات جوهرية ، منها الجهوي والقبلي ولكن الاخطر المشكل العرقي ! وللاسف لم يستفد من هذه الاختلالات ، إلا القلة القليلة ، التي تلهينا، لتتمكن أكثر بسياسة فرق تسد.
و للاسف نرى يوميا، من نخب وسياسيين يخرقون المادة الاولى من الدستور، بحظر كل "دعاية إقليمية ذات طابع عنصري أو عرقي" وقد وجدت المجاهرة بأمراء واعيان وخروجا عن الصالح العام.
البنية السكانية لموريتانيا تعكس التنوع العرقي لها ، لخاصية في موقعها الجغرافي، حيث تُعتبر جسرا بين المنطقة المغاربية الكبرى وغرب أفريقيا جنوب الصحراء ولذلك بديهي ان لسكان الشمال ، لهم قرابات قبلية مع الصحراء والمغرب ونفس الشيء في الشرق و الجنوب وهذه امور عادية ولكن اللاعادي ! أن تطغى اللونية والقبلية علي الوطنية ؛ ولذلك يكون ركن الشعب، يعيش شرخا في بنية الدولة، في ظل الحديث عن وجود اغلبية قبلية في قطاعات بذاتها، وتعيينات لا تراعي الكفاءة ولا الانصاف ولاتعكس واقع المجتمع لافكريا ولا وظيفيا بل علي اسس نفعية انانية وشخصية.
تواترت عبارات الوحدة الوطنية وأخواتها ولكن للأسف تكون موسمية ولغاية معينة للأسف فمن الأمور التي تُحقّق الوحدة الوطنيّة ودعمها تثقيف وتربية المجتمع على ما تضمّنته شريعة الرّحمن مع توجيهات تدعو إلى الوحدة بين مكوّنات المجتمع المسلم دون محاباة أو تمييز .
تقلبت موازين الحق في تقييم الناس، فاصبح مقياس الرفعة والضِّعة الدينار والدرهم والجاه المفتعل ولا تحدثني عن الخُلُق القويم، والعلم النافع، والعمل الصالح، فما أكثر ما يُغطِّي عليها غبار الفقر، ويخفيها عن عيون عشاق الدنيا .
اخوتي عندما يحس أحد أبناء الجنوب او الشمال ،بأنه أجنبي علي وطنه لانه فللاني أو صوننكي أو ولوف واو....، في وطنه كالغريب أو أنه أجنبي متجنس فهذا الشعور سيغذيه متسلق لهمه وطموحه من أجل مصلحة انانية أو شهرة لارضاء غرب أو إقامة في أرض العم سام ولكن كل هذا ليس هو المفزع، بل أننا أصبحنا مواطنين بلا وطن بل أكلت القبلية والجهوية والعرقية ثوابت الجمهورية وأصبحنا ضباعا تأكل ماتبقى من الجيفة .
هذا هو الخطر الاكبر اعلاه وموجات الهجرة الي موريتانيا ليست وليدة اليوم فقد سبقتها موجات من الشرق واخرى من الشمال مما يؤكد اننا بوابة عبور تارة وتارة اخرى دولة في طريق النمو وعليه يجب التركيز علي المواطنة وترسيخها ومحاربة ظاهرة الهجرة الغير الشرعية لانها كابوس مروع و سيطيح بماتبقى من الجمهورية وادخال افكار ومسلكيات بارض الواقع بعدما غزتنا نفس الافكار افتراضيا عبر التواصل الاجتماعي.
#إن لم نبنها فمن سيبنيها لنا
#لتكن مصلحة موريتانيا فوق كل إعتبار
أخوكم أحمد حبيب صو

من صفحة ذ/ احمد حبيب صو