الفرص السياسية: بين استقرار ومصالح الوطن وشجع ومصالح القناصين..
برغماتية الحركات الإسلامية، تجديد الخطاب السياسي، الإحتكار في مختلف تجلياته (السياسية، الأمنية، الإجتماعية، الإقتصادية...)،
مع وجود حركات اجتماعية خاملة، في ظل سُكونٍ قد يظنه المسيطر مؤشر إستقرار، لكنه قد يكون عكس ذلك...
كلها مؤشرات أثبت التاريخ و برهنت نظريات السوسيولجيا السياسية، أنها مؤشرات فرص سياسية لميلاد حركات اجتماعية جديدة، تختلف بإختلاف طبيعة الأنظمة السياسية وبمعدل انفتاحها وانغلاقها، وتتحدد بها معدلات الإنقسام بين النخب، من داخل وخارج النظام السياسي، يؤججها أو يحد منها نبذ الدولة للعنف، ويستغلها المتغير الخارجي بالنظر لخصوصية كل منطقة وسياقها الإقليمي والدولي.
نحن اليوم في قرية صغيرة، تعرف موجات لا مناص من التفاعل معها، لكن الذكي هو من يستبق الأحداث ويساهم في صنع التفاعل لما فيه خير بلده وإستقراره.
في هذه المحطات فقط يعرف الرِجال وتختبر وطنيتهم ودفاعهم عن المصالح العليا لأوطانهم، ليس عند طريق التشيج أو النفخ في الرماد، ولا من خلال اقتناص الفرص لتعزيز وتمكين المصالح...
بل عبر الفهم الجيد للوضع والتشخيص السليم للواقع الفعلي، والتجرد من العقلية النفعية الإحتكارية. والعمل على تجاوز النقائص وتقييم السياسات وإعادة انتاجها، وفق المقاربة الأصلح والأنجع...
في هذه المحطات يُشرع ركوب الأمواج ليسا استغلالا بالطبع، لكن يُشرع ركوبها لمسايرتها وضبط سرعتها وضبط إيقاعها، حفاظا على الإستقرار والأمن، فلا فائدة تُرجى من السباحة ضد التيار عنادا، ولا في الركوب على الأمواج انتفاعا. فكلا الفريقين غريق لا محالَ...
في هذه المحطات تُغلبُ المصلحة العامة وتظهر معادن الرجال، ويبرز من يملك حسا وطنيا، وإيمانا بالثوابت الوطنية، ويُفضحُ من يعتنق عقيدة أنا و من بعدي الطوفان...
بداد محمد سالم
باحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة محمد الخامس الرباط.
