علينا ألا نراوغ عندما يتعلق الأمر بقضيتنا: قضية فلسطين

علينا ألا نراوغ عندما يتعلق الأمر بقضيتنا: قضية فلسطين
فالتحليلات الغير دقيقة التي يغذينا بها الخبراء ، وعلماء السياسة والجيواستراتيجية - على قناة الجزيرة ووسائل الإعلام الأخرى - تتجاهل النقلة النوعية التي أحدثها طوفان الأقصى ، بتاريخ يوم 7 أكتوبر 2023 الخالد .
لا تزال عقولنا تحت تاثير التحليلات السياسية الملوثة التي يا ما رمتنا بها الصحافة خلال الفترة التي سبقت السابع من أكتوبر .
تلك التحليلات السياسية الجيواستراتيجية التي تسلط الضوء على ما يسمى بالاختلافات في المواقف بين الفاشيين القدامى والفاشيين الجدد . ولا زال الصحافيون يواصلون الحديث معنا عن "الانتخابات في اسراييل .. واهتمامات نتنياهو الشخصية .. و ..."
هنا ، يكمن الخطر الاول في ان هذه التحليلات لا تعكس بشكل صادق ، نوايا واستراتيجيات الصهاينة في هذه الحرب ، ولا هدفهم . فنراهم ينشرون في كل اتجاه ، الأوهام والآمال الكاذبة ، استخفافا بالعقول .
طبعا هذا يفيد إسرائيل التي لديها هدف واحد لا غيره . نعم ، كل المغتصبون مجتمعون على هدف واحد وان اختلفت المقاربات . موقفهم هو محو الوجود الفلسطيني . والفرق بينهم ، هو ان من يصنف نفسه بمعارض ، يزعق برأيه في الشوارع لكنه يطبق حرفيا ما يفكر به حكامهم . فقط الفرق في المظاهر إذ يتقاسمون الأدوار .
لقد أثبت 7 أكتوبر 2023 , ضرورة وحتمية تحرير فلسطين . اي زوال المستعمرات !.
ومصير المستوطنين ؟ هل سينتقلون الى داخل الأراضي المحتلة عام 48 . ام انهم سيعودون الى بلدانهم الأصلية ، من حيث اتوا .
وفي كلا الفرضيتين
هل تستطيع إسرائيل البقاء؟ .
كشف لنا 7 اكتوبر عن واقع اخر يشتغل بال قادة إسرائيل .
وفي مواجهة هذا الوضع الجديد ، اختارت إسرائيل وقادتها - بالإجماع - شن حرب لتحقيق "تسوية نهائية" للقضية الفلسطينية :
يعني :
– إبادة جزء كبير من سكان غزة ،
– جعل الحياة البشرية فيها ، مستحيلة .
– الضغط على المجتمع الدولي ، حتى يتولى مسؤولية "السكان الحطام المحتضرين" في أراضي أجنبية ،خارج فلسطين
– باختصار ، تصفية ما يسمى بفلسطين والفلسطينيين تحت ستار : "تدمير حماس ووسائلها وقدرتها "الإرهابية المزعومة على إلحاق الأذى ".
– يؤمن الإسرائيليون وقادتهم الذاهبون إلى الحرب ، إيمانا راسخا بجدوى وفعالية مشروعهم الشرير والإجرامي . وذلك بالاعتماد :
– على تفوقهم العسكري ، من أسلحة وقوة بشرية ؛
– على موارد مالية وأسلحة غير محدودة .
فالولايات المتحدة صارت ملحقا ومستودعا لإسرائيل . ناهيك عن مطابعها التي تخلق - دون عقاب- الدولارات التي تغذي التضخم في العالم .
وماذا نقول :
– عن اللامبالاة الفعلية ، أو في أحسن الأحوال ، عن ضعف مواقف العالم ، في مواجهة إبادة جماعية فريدة من نوعها .
– عن الموارد المحدودة للفلسطينيين ، دون إمكانية التجديد .
– عن الدعاية الكاذبة والمضللة ، من خلال أوهام معينة ، تدعمها تحليلات زائفة وغير دقيقة ، تخدم الاستراتيجية الإسرائيلية عن وعي أو دون قصد .
يظن هؤلاء المجرمون أن "يوم النصر " لقريب ! يوم الأمر الواقع : الا وهو موت فلسطين والفلسطينيين ، وانتصار إسرائيل .
حينها ، سيعلن الفاشيون ، والفاشيون الجدد ، واليسار واليمين ، ونتنياهو ، ومناهضي نتنياهو سيعلنون نفس الموقف . وسيقولون للعالم : " لقد دافعنا فقط عن أمن إسرائيل » .
ثم يتباهون أمام شعوبهم قائلين :
" كما ترون ، قد أنجزنا ما وعدناكم به . فالحرب هي التي ستحل المشكلة بشكل نهائي . لذا كانت المعادلة ، التضحية بمائة سجين من أجل بقاء ستة ملايين إسرائيلي ، في إسرائيل نظيفة ؛ يستطيع المستوطنون النوم فيها بأمان وتعيش اسرائيل في سلام » .
نعم أرادت إسرائيل أن تموت فلسطين تدريجياً ، عبر مزيج من القمع والتماطل في الخدمات واللجوء للحيل .
واليوم ، ها هم يحاولون دك فلسطين وتسويتها بالأرض .
فلتتوقف التحليلات عن توزيع الأوهام . تلك التحليلات الخيالية التي تخدم أهداف إسرائيل الإجرامية ، وتتناسب بشكل طبيعي مع مناوراتها !.
• يجب كشف وتوضيح الحقيقة أمام الملأ ، كتابة وجهرا ،
• و لا لغض الطرف وممارسة التحليل الجيوسياسي الذي يخفي الحقيقة في استوديوهات البث !
*
محمد بن محمد الحسن
معهد راس
4/2/2024