الجمعة
2024/07/26
آخر تحديث
الجمعة 26 يوليو 2024

موريتانيا تتشبّث بـ”السلحفاة العملاقة” للتحوّل إلى مصدّر للغاز المسال (تقرير)

10 أكتوبر 2023 الساعة 10 و30 دقيقة
موريتانيا تتشبّث بـ”السلحفاة العملاقة” للتحوّل إلى مصدّر (…)
طباعة

يترقب الموريتانيون بلهفة دخول منشأة الغاز السلحفاة العملاقة – Greater Tortue المطوّرة من طرف مجموعة “بريتيش بتروليوم” البريطانية، مرحلة الإنتاج والتصدير رسمياً للغاز المسال مطلع عام 2024، لتسهم في تغطية حاجيات البلاد من الغاز الطبيعي، والكهرباء، في ظل تنامي الطلب العالمي على إمدادات الطاقة، وإرتفاع الأسعار، جراء الأزمات والصراعات الجيوسياسية.

السلحفاة العملاقة، موريتانيا، الغاز الطبيعي، الغاز الطبيعي المسال، Greater Tortue، الكهرباء،

وبحسب وعود مسؤولين موريتانيين، فإنّ تصدير أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال (LNG) من حقول “السلحفاة العملاقة”. أو “Greater Tortue” التي تطورها شركة “بريتش بتروليوم” قبالة السواحل الموريتانية. على الحدود البحرية المشتركة مع السنغال، سيكون بداية عام 2024.

ويقع الحقل الرئيس الضخم على بعد 120 كيلومتراً من الشاطئ ويصل عمقه إلى 2850 متراً. ما يجعله واحداً من أكثر حقول الغاز عمقاً تحت سطح المحيط الأطلسي قبالة السواحل الأفريقية، بحسب BP.

وكانت الشركة المطورة للمشروع أكدت في أبريل الماضي أن أكثر من 90% من أعمال التطوير اكتملت في الربع الأول من العام 2023. وأن تصدير أول الشحنات للغاز من موريتانيا ستكون مع بداية العام المقبل 2024.

محطة عائمة لمعالجة الغاز

وخلال المرحلة الأولى، سيتم ضخ الغاز إلى وحدة تخزين وتفريغ الإنتاج العائمة الواقعة على بعد حوالي 40 كيلومتراً قبالة الشاطئ. حيث ستتم معالجة الغاز وفصل السوائل قبل تصديرها إلى منشآت الغاز الطبيعي المسال في ميناء التصدير.

ومن المتوقع أن ينتج المشروع حوالي 2.3 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً خلال المرحلة الأولية.

وإلى جانب حقل “السلحفاة” العملاق المشترك مع السنغال، يعلق الموريتانيون آمالاً كبيرة على الحقل الأضخم الخاص بموريتانيا. المعروف بحقل “بير الله” والذي يجري تطويره من قبل تحالف شركات أبرزها ” Kosmos Energy“. و”بريتش بروليوم” “BP“، ويتعتبر أكبر الحقول المكتشفة في غرب أفريقيا حتى الآن، وفق ما أعلنته المجموعتان.

وتوقعت منصة “Energy Capital & Power” المختصة في الطاقة، بأن دخول “بير الله” مرحلة الإنتاج سيمثل ثورة في قطاع الغاز بالقارة الأفريقية.

وبحسب ما ذكرته “كوسموس إنرجي“، فإن الحقل يتمتع بخصائص عديدة جعلت منه فرصة استثمارية استثنائية. جذبت عمالقة صناعة الطاقة في العالم إلى الإنخراط الفعلي في المشروع. ورصد إستثمارات بمليارات الدولارت.

ويتميز الخزان المكتشف بخصائص عالية الجودة، وغاز من الدرجة الأولى. وعلاوة على ذلك، فإن الحقل يتمتع بإمكانية تحقيق معدلات إنتاج كبيرة ومستمرة. حيث تشير التقديرات إلى أن عمر الإنتاج الإفتراضي للحقل سيستمر لأكثر من 50 عاماً على الأقل.

كما من المتوقع أن يتم تصدير إنتاجه عبر منطقة ميناء “أنجاغو” على ساحل المحيط الأطلسي. وهي منطقة تتميز بالبنية التحتية اللازمة، بما في ذلك ميناء في المياه العميقة. والوصول إلى الكهرباء والمياه، والقرب من خطوط الشحن الرئيسية، لدعم بناء محطة الغاز.

تغطية الإستهلاك المحلي

وتسهدف موريتانيا تستهدف من خلال هذه المشاريع أن يلعب الغاز دوراً في رفع قدرة الطاقة الكهربائية داخل البلاد. والمساهمة في مشاريع التعدين والصناعة. ولهذا الغرض بدأت بتنفيذ خط أنابيب لضخ الغاز وتغذية محطات حرارية يجري الإعداد لها في كبرى مدن البلاد. وخاصة العاصمة الإقتصادية “نواذيبو” التي تعبر الميناء الرئيسي لتصدير الحديد الخام.

والذي بدأت الحكومة تخطط لصهره وتصنيعه محلياً، بفضل توفر مصادر للطاقة الرخيصة مع بدء إنتاج الغاز. بدل تصديره خاماً بأسعار زهيدة دون قيمة مضافة، كما كان يتم في السابق.

وفي هذا الإطار حصلت شركة “EPCM Holdings” الجنوب أفريقية، على عقد مع الشركة الوطنية الموريتانية للصناعة والتعدين. “SNIM” لمد خط أنابيب للغاز الطبيعي بطول 750 كيلومتراً وبتمويل من “البنك الدولي”.

وسيمتد خط الأنابيب من حقلي “السلحفاة الكبير” و”بير الله” البحريين إلى مدينة نواذيبو، عبر العاصمة نواكشوط. ليكون بمثابة حلقة وصل حيوية في تسييل موارد الغاز ودفع التحول الصناعي داخل البلاد.

وسبق وأن نشرت مجلة “Foreign policy” تحليلاً لصامويل راماني، مؤلف كتاب “روسيا في أفريقيا”. بعنوان: “لماذ الكل يغازل موريتانيا”، أكد فيه أن الاهتمام المتزايد بموريتانيا، جاء بسبب إحتياطياتها من الغاز الطبيعي. وإمكانات الطاقة الخضراء التي توفرها تضاريس البلاد الشاسعة. إضافة إلى موقعها الإستراتيجي على ساحل المحيط الأطلسي. وأنه هناك تنافس حاد بين الصين وروسيا، من جهة، وبين فرنسا وأمريكا من جهة أخرى لكسب ود موريتانيا.

وقال مسؤول في وزارة البترول والطاقة والمعادن الموريتانية، في تصريحات صحفية إن منطقة “انجاكو”، جنوب موريتانيا. تحتوي على مخزون ضخم من الغاز تزيد مساحته على 90 كيلومتراً مربعاً بعمق يزيد على 107 أمتار.
وأكد المسؤول أن الحقل المكتشف في منطقة انجاكو في مياه المحيط الأطلسي. سيكون من أضخم الحقول الغازية في غرب القارة الأفريقية.

المصدر