تعزية

كل نفس ذائقة الموت
تلقيت ببالغ الأسى وأنا خارج العاصمة خبر وفاة أخي العزيز الغالي السيد اللوذعي الألمعيي سيد محمد ولد خطري
فهزت الفاجعة كياني وعقد هولها لساني فأصبحت عاجزا عن ما كنت معتادا عليه من الكلام تخنق عبراتي بفتح العين عباراتي وكلما حاولت أن أكتب فيه تعزية لنفسي ولأهلي طاشت عبارات الرثاء وتلاشت مفردات الثناء ، وتواردت زفراتي وتوارت مفرداتي ..طيلة أيام العزاء و أنا مع ذلك المتكلم فيه بصمتي المتألم الساكن المعبر عن ألمي بسكوتي وبسكوني عن أحزاني ووجداني..
فلا أعرف أحدا عاش ما عاش أقرب إلى أخ او خليل لديه مني إليه.
وما أكثر ما أعرف في الفقيد من الخصال الحميدة والمآثر العديدة التي لا أحصرها إذا ذهبت أذكرها ولا أعرف إذا ذكرتها من أين أبدأها :
أأبدأ بالكرم ام بالرحمة أم بالتدين أم بالذكاء أم بالشجاعة أم بالصدق أم أم أم ...
لقد كان المرحوم سيد محمد مثالا للقيم المتجسدة وكذلك كان أبوه وآباؤه من قبل ولذا فقد كان فقده خسارة جسيمة على الجميع.
إني أعزي فيه نفسي
كما أعزي فيه أهله واصدقاءه ووطنه..
أسكنه الله فسيح جناته وألهمنا الصبر والسلوان
و إنا لله وإنا إليه راجعون
محمد ولد محمد الحسن