أين هي نتيجة إسبوعين من مظهر حالة الطوارئ في انواكشوط؟

في صبيحة يوم الإقتراع 22 يوليو صرح ولد عبد العزيز عقب إدلائه بصوته أن المهم هو الأمن وأنهم لن يتهاونوا مع من يهدد الأمن في حين كانت كل المظاهر طبيعية وكانت الحملة قد اختتمت في ظروف جيدة لم تسجل فيها أي ملاحظات أمنية.
كما لم يكن هناك خطاب تفرقة ولا دعوة للعنف، وبعد 6 ساعات من ذلك التصريح تم إنزال وحدات بعدنا الكاملة وبشكل مخيف (نوعية التسليح والكثافة) وكأن البلد ينتظر أمور غير طبيعية أو حالة طوارئ وقد انقضى يوم التصويت دون أية مشكلة.
إذن فلماذا هذا التأهب؟ وفي الليل وقبل انتهاء فرز النتائج أي بالضبط مازالت قرابة 20%منها أعلن ولد الغزواني فوزه وبأن ما تبقي من النتائج لا يغير فوزه بالانتخابات، وتم إطلاق الألعاب النارية وإعلان الاحتفالات ومظاهر البهجة في صفوف مناصريه، الأمر الذي أعطى انطباعا بالتزوير وأثار ردة الفعل في أوساط باقي المترشحين خاصة جماعة كان حاميدو بابا لكن الحكومة شنعت الأمر في إطار المؤامرة وتحدثت عن مؤامرة مدبرة تستهدف البلد وأيادي خارجية ولتأكيد الأمر تم استدعاء سفراء دول جارة وصديقة في إطار اتهام مواطنيهم بالضلوع في المظاهرات المنددة بالتزوير وأغلقت مقرات حملات المترشحين وسجنت بعض الشخصيات السياسية والصحفيين بغير تهمة واستدعت المترشحين إلى وزارة الداخلية وأحاطت المجلس الدستوري بسيارات مدججة بالسلاح تابعة للحرس الرئاسي.
وبعد 3 أسابيع انتهى كل شيء دون أيَ تفاصيل ولم يعرف الرأي العام حجم المؤامرة ولا من يقف وزراءها ولا أهدافها ولا لماذا تم سجن الصحفيين ولا رئيس أفلام، وقد كان الهدف تفويت عملية التزوير ونجاح غزواني المصنوع أو المخطط له في البنك المركزي حسبب بعض الأوساط المطلعة؟