المزارع الفقير والغاز الموريتاني

يحكى أن مزارعا فقيرا يعيش في إحدى القرى النائية كان يملك أرضا زراعية كبيرة وخصبة يسيل لها لعاب الطامعين.
سمع أحد التجار الكبار في المدينة بقصة الأرض فجاء يعرض شراكة مربحة للطرفين على المزارع الفقير
قال المزارع : أنا شيخ فقير صحيح أنني أملك أرض زراعية كبيرة لكن تنقصي الآلات الزراعية والبذور كما أن الأرض بحاجة إلى تسييج لحمايتها.
الرد التاجر : البذور والسياج والآلات سأقوم بتوفيرها ونسترجع تكاليفها عند الحصاد.
المزراع طيب : وما ذا عن الشراكة ؟
التاجر : بعد خصم التكاليف نقسم الباقي 70% لك و30% لي أنا
المزارع : موافق
التاجر: مخاطبا المزارع من الآن وحتى الحصاد يمكنك أخذ كل ما تحتاجه من الدكان على أن تسدد ثمنه عند الحصاد
المزراع : طيب جزاكم الله خيرا
كان المزارع يتوقع حصاد 20 ألف كلغ من الزرع على أن يبيع الكلغ في السوق بسعر 200 أوقية
تم الحصاد لكن تكاليف التسييج والآلات الزراعية بلغت 1.5 مليون أوقية بزيادة 50% عن التكاليف الأولية كما أن الديون الخاصة على المزارع بلغت 800 ألف أوقية والطامة الكبرى أن سعر الكلغ لم يصل إلى 200 أوقية بل 150 أوقية فقط.
تم بيع مجموع الحصاد بمبلغ 3مليون أوقية أخذ التاجر مباشرة نصف المبلغ 1.5 مليون عن تكاليف الاستثمار وتم توزيع الباقي حسب الحصص المتفق عليها ثم سدد التاجر الديون المبالغ فيها أيضا.
في نهاية المطاف أخذ التاجر 2.75 مليون أوقية أي نسبة 91.6 % من المبلغ أما المزارع فلم يستلم سوى 250 ألف أي نسبة 8.4 % تقريبا من المبلغ.
من المعروف أن طريقة الولوج السليم إلى المورد هي الخطوة الأولى باتجاه جني المنافع الاقتصادية المتأتية من استخراجه وقد تكون موريتانيا قد خسرت المعركة قبل أن تبدأ وذلك منذ إصدار ما يعرف بمدونة المحروقات سنة 2010 والتي بصمات الأجنبي " المستمثر" فيها أوضح من الشمس.
الخبير الاقتصادي د.يربانا الحسين الخراشي