البودكاست أو التدوين الصوتي: ثورة في صناعة المحتوى في عصر الرقمنة

البودكاست
منذ نشوء الإذاعات حول العالم وهي في تطور مستمر بدءا من عام 1920 مع تطور الثورة التقنية للبرنامج والتوجهات، الأمر الذي أدى إلى تطورها أكثر وصولا إلى إحدى أهم الثورات التقنية في العالم الرقمي عام 2004 ببداية نشوء البودكاست ومنذ ذلك الحين تنامى التدوين الصوتي حول العالم بالتوثيق لمختلف الاهتمامات، ما جعل من البودكاست نقلة عظمى في المجال الإذاعي، زادت استهلاك البودكاست إنتاجا واستماعا مقابل انخفاض مستعمي المذياع التقليدي.
وتمت تسمية البودكاست بهذا الاسم نسبة للجهاز آيبود لشركة آبل، فربط اسم آيبود بكلمة برودكاست،وانطلق البودكاست في أواخر2004، وكان ستيف جوبس يرى بأن البودكاست هو خليفة للراديو،وقد بدأ البودكاست عربيا في منطقة الخليج وأول بودكاست تم إنتاجه هو بودكاست sciware الذي أنتجه الدكتور محمد القاسم
، وبحسب عبد الرحمن العمران فإن أول بودكاست هو كشكول تم إنتاجه 2008 بسعودية، 2009 وللبودكاست أغراض عدة يحدد من خلالهم منشئ البودكاست الهدف من إنشائة لهذا البودكاست، فمثلا قد يكون الهدف من البودكاست،ترفيهي أو تسويقي أو توصيل رسالة معينة.
البودكاست التسويقي: تقوم به دائما بعض الشركات بغرض التسويق لمنتج معين للصول إلى الجمهور بطريقة بسيطة وممتعة، مثل بودكاست شركة زين " عالم جديد" و بودكاست" تجاري"
البودكاست الترفيهي : يكون هذا من البودكاست بغرض ترفيهي لقضاء وقت معين ة والتسلية، أو تكون لديك رسالة توصلها من خلاله بطريقة مختلفة وسهلة للمتلقي، بعيدا عن كتابة المقالات أو الفيديوهات الطويلة
ويعتبر الجمهور عامل أساسي في إنشاء البودكاست، إذ يتم تحديده قبل إنشاء البودكاست، فمثلا إذا كان البودكاست عن الصحة والرياضة فالجمهور يكون رياضي، وإذا كان البودكاست عن الكتب والرياضة فالجمهور يكون القراء
أنواع البودكاست:
البودكاست له أنواع كثيرة ولك نوع طريقة خاصة به، ولا يمكننا حصر البودكاست على طريقة واحدة أو تصنيفه من خلال الأدوات، فيمكن القيام ببودكاست بأبسط المعدات، وخارج الاستوديوهات المجزة.
البودكاست الحواري: لهذا النوع من البودكاست طريقة خاصة في الكتابة والإنتاج، وهو عبارة عن لقاء بين شخصين أو أكثر وهو النوع الأكثر شيوعا وتنفيذا من قبل إعلامنا أو صناع المحتوى، وأمثلته كثيرة جدا، كبودكاست مغارب وأسمار وغيرهم من البودكاست الشائعة، ويمكنه وضع أمثلة كثيرة من البودكاست المحلية وإن كانت تفتقر للحرفية إلا أنها في طور التطور ويمكن التعامل معها كبدايات قابلة للتحسن، ويبقى بودكاست تكملة من أحسن النماذج الوطنية التي يمكن ضرب بها المثل.
البودكاست الفردي: في هذا النوع من البودكاست يدون الفرد صوتيا بمفرده ويتحدث عن مواضيع محددة، ويقل هذا النوع على المستوى الوطني، وقد ظهر بشكل خجول لدى بعض المدونين والإعلامين، أما على المستوى العربي فيستعمل هذا النوع بكثرة.
البودكاست الفردي مع المقابلات: يكاد هذا النوع ـالذي يكون فيه المقدم واحد ويستعين بمقابلات سابقةـ يكون معدوما في وطننا، إلا أنه ينتشر بشكل كبير في العالم العربي.
البودكاست القصصي: يعتبر هذا النوع من أسهل أنواع البودكاست يستضيف المقدم خلاله أشخاص يتحدثون عن قصصهم بشكل عفوي وبسيط، ولهذا النوع شعبية كبيرة
كتابة النصوص: لابد للبودكاست من كتابة النصوص والمحاور الرئيسية وقراءة في سير الضيف والبحث المطول عنه، لكاتبة نص أو إعداد محاور الحوار التي من خلاله يمكنك الخروج بمعلومات مثمرة عن طريق المحاورة، أو سرد حكاية أو توصيل رسالة، ويعتمد هذا النص على العناصر الأساسية لكتابة النص، التشويق،المقدمة، محاور الحلقة، الخاتمة.
وبما أن النوع الشائع عندنا هو البودكاست الحواري، فلا يحتاج هذا النوع إلى نص، بل يكتفي بكتابة المحاور الأساسية والتحضير للحلقة، وقد يستغرق التحضير للحلقة وقت طويل جدا، وهو مالا يحدث عندنا
في وقتنا الحالي يعتبر البودكاست من أكبر الأنواع الإعلامية الحديثة شعبية وينتشر بشكل كبير ما يعني أن هناك حاجة ملحة لإنتاج محتوى محلي أكثر تنوعا من حيث المجالات وهذا يقتصي تشجييع المهتمين بهذا النوع الإعلامي أو المحتوى إن صح التعبير، مع العام أن صناعة البودكاست وتطويره وتوزيعه أمر سهل نسبيا إلا أنه يحتاج معرفة وبحث دائم، ومن أبرز تحدياته هي عقبة البدايات ولذا يجب نقد وتشجيع المبتدئين حتى يطوروا من محتوياتهم، فلا احتراف بدون بداية باهتة، الوصول يتطلب وقتا وجهدا خاصة في بلد لا كليات إعلام ولا معاهد سوى واحد خجول
بقلم/ أبوبكر آدم اعبيدي