رسائل زيارة رئيس الجمهورية للروس

في جغرافية السياسة، تقع موريتانيا في موقع رائع وحرج؛ إذ يمحنها فرصا هائلة كونها صلة ربط بين عالمين بريًا، وتُقابل العالم الأول بحريًا. كما سيكون عليها في نفس الوقت التعامل بحذر مع تناقضات مصالح الدول.
وفي السنوات الأخيرة، ازداد الحرج، في سياق عالمي وإقليمي يطبعه الصراع. وكان من تداعيات ذلك سقوط أنظمة وقيام أخرى، معظمها في الإقليم وبعضها على الحدود.
هذا الموقف الحرج دفع بصناع القرار إلى تبني موقف "الحياد الإيجابي" من إشكالات المنطقة، وهكذا تابعنا زيارات رئاسية ووزارية شملت مختلف الأطراف؛ الأوروبيين والروس والصينيين، وآخرين.
وبين يدي زيارة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني إلى روسيا الاتحادية للمشاركة في قمة البريكس، أزعم أن الزيارة، بل المشاركة تحمل رسائل ثلاث:
– رسالة إلى الروس وحلفائهم: لسنا ضدكم، ولسنا في وارد الانخراط في تحالفات من شأنها تغيير الوضع الجديد، بل إننا مستعدون لمد اليد لكم، والذهاب معكم إلى أقصى نقطة داخل حدود مصلحتنا الوطنية.
– رسالة إلى الحلفاء الأوروبيين: إن تحالفنا معكم مهم واستراتيجي، إلا أن لدينا مصالح في الطرف الآخر، وللآخرين أيضا مكانتهم عندنا.
– رسالة إلى من يهمه الأمر: الجميع في مجتمع الدول بحاجة إلى طرف غير منحاز بالمطلق، ونحن هنا، موريتانيا هنا.
الشيخ أحمد اعليو