هل بدء المشوار في الشرق؟
طال أمد المشوار و ربما يطول أكثر من هذا و ربما لا يستفيد منه الجيل الحالي لهذا المخطط الذي يزاحم الحقبة و يخل التوازن و يجعل من العالم أقطاب، فكل مخطط معد له مدته و نقائصه. و لكن من ضمن ما عجل في تفكيك المخطط الغربي صبر الأرثوذكسي و إيمان المؤمن، إيمانا منهما أن الظلم يزول لا محالة.
إن طرح واقع الأحداث من حيث المعطيات الميدانية يزيد تفاؤلا لهذين الصابرين و يوضع لهما أن سبيلهما متجها نحو الهدف المنشود الذي تم تسطيره. فالأول أي الأثوذكسي متيقن أن القطب الأحادي قرب أجله أمام تطلعات الدول التي لم يكن يحسب لها حساب و هي تزداد كل يوم تزاحما في تفكيكه. فهذا الأول أصبح في المدة الأخيرة يوجه أكثر مما يدافع عن المشروع. و أما الثاني فبتوجهات العقيدة و الإرث الذي تمت دراسته و ما حوله في المنطقة و التأمل فيه جيدا و التحضير له من عُدةٍ و من رباطٍ لمحمة طوفان الأقصى و كل المعطيات زمنا و مكانا في كل يوم من المعركة، تزيده تثبيتا لدولته كاملة غير منقوصة رغم أولئك الذين ينظرون من زاوية سياسة القطب الأحادي و لا يشرحون جيدا الحرية في القاموس الأصلي "أن ما يؤخذ بالدم لا يسترجع إلا بالدم".
فعلى درب الأحداث المتسارعة و التغيرات المتزاحمة في المشهد الميداني يتبين في الأفق معالم لا تُرضي البعض و في الجهة المقابلة يتفائل بها الكثير. فيقال مَنْ تَدَبَرَ في شؤون أمره مع شعبه فهو آمن و مَنْ إتجه شرقا فهو آمن و مَنْ إنضم إلى كتلة فهو آمن و مَنْ تعنت و يريد إبقاء الحال على حاله فحسبه عاقبته، إما حرب عالمية ثالثة تدمر كل شيء أمامها على أوسع نطاق و في كل مكان، و إما الرضى بالتي هي أحسن في واقع الميدان على ما يطلبه المتضررون من سكان الأدغال حسب تصور أهل الحديقة المتحضرين.
ومِما زاد الطين بلة و في الطبخة نكهة أولئك التواقون للضربة القاضية على الغطرسة الذي كشفها وأظهارها الإعلام و التواصل بشى أنواعه من مدسوسٍ كان أصحابه يظنون أنه أغلق عليه بإحكام. فمناداة و تنديد شعوبهم و صمت شعوبنا خوفا على حكامنا و إظهار سلوكنا و تصرفنا في المعاملة مع الأسرى تيقنت أطياف المعمورة و خاصة المستضعفون في العالم، أن ما كان يغنى بالديمقرا طية ما هو إلا ستار ورائه أفعى تستعد لمص دم كل مَنْ يتحرك.
فالنظر بجدية إنصافية إلى ما يحتاجه مجتمع ما من طرف محكوميه هو فتح له باب الإدلاء في شؤؤن العامة التي تهمه و التسهيل في المبادرات البناءة هو السبيل الواحيد الذي يُمَكِن من بناء و استقرار تلك الدولة أو المنطقة و يضمن ديمومتها. فتغيير المعطيات كلها تقريبا على الصعيد العالمي يتطلب من المسؤول التفكير جيدا في المسير المستقبلي و يتحرك بخطا ثابتة ترتكز أساسا على المشاورة و إقحام ذوي الدراية في صنع و تنفيذ كل قرار.
قرار المسعود