فرقة الجندولة سدنة الموروث الفلكلوري !
تعتبر فرقة "الجندولة" من أقدم و أعرق الفرق الفلكلورية بمنطقة الحوض الغربي تأسست في حقبة تولي الزعيم التقليدي الشيخ عمر بن سيدي عالي للزعامة التقليدية لمجموعة "أهل سيدي عالي " في اليوانه سنة 1957 قبل إستقلال موريتانيا و اسندت رئاستها للغوث ولد ابلال بقرية "التيدومه" الأم، و كان له الفضل في نشأة هذه الفرقة الفلكلورية، وبعد وفاته تولى رئاستها عبدالله ولد ابلال والد رئيسها الحالي كاو ولد ابلال الذي تم اختياره لتولي رئاسة فرقة الجندولة سنة 1986,الذي أشرف على تنصيبه آنذاك الشيخ التقليدي لمجموعة الشرفه أهل سيدي عالي الدبلوماسي ديدي ولد سيدي عالي بعد توليه زمام القيادة التقليدية ارثا بعد وفاة اخاه الشيخ عمر الاكبر.
ولها سمعة حسنة عرفت بإحياء المهرجانات لكونها تمتع الحضور بخفة إيقاعاتها وتنوع مقاطعها المستمدة من التراث الشنقيطي الأصيل، بأدوات تقليدية بامتياز "كالنيفارة" التي تحكي شجن نابع من القلب يحكي مأساة قرون من الظلم والتهميش تعانيها منطقة لحداده...أينما حلت وارتحلت هذه الفرقة تصنع الفلكلور الشعبي بتأني و إتقان فهي تصنع الفرحة في المناسبات الخاصة والمهرجانات الشعبية يتم إستدعائها خلال تنقل الوفود الرسمية إلى منطقة الحوض الغربي وغيرها، وتستقطب فرقة "الجندولة"جمهورا كبيرا، يتجاوب معها بطريق تلقائية من خلال الإبداع في الرقص على إيقاع الطبل والنيفارة جماعيا وفرديا، والنيفارة هي آلة نفخ موسيقية تُصنع من عصا طولها متر تقريباً مجوفة إلى نصفها وفيها ثقوب عندما ينفخهم العازف تصدر أصواتاً وعندما ينقر ثقوبها بأصابعه يزداد جمال الصوت فيها، وقد حافظت فرقة "الجندولة" بولاية الحوض الغربي على نمط فلكلوري شعبي تميزت به عن باقي الفرق الشعبية الأخرى مابين قرع الطبول إلى الرقص على "لگشام" و لگشام هذا بندقية محشوة بالبارود يصدر أصواتا تزيد حماس الراقص يرتدون أزياء مخصصة للاحتفالات تتمثل في اللباس التقليدي "الدراعة" المرفوعة "بحولي اللثام....
ويعد وجود النساء شيئا ضروريا للحماس و إعطاء الفرقة بهجة أكثر عندما يضربن الطبل و يتغنون "بأشوار" قديمة مستمدة من عمق التراث الشنقيطي مأخوذة من أفواه الأجداد والآباء فليس للمستمع إلا الوقوف احتراما لهذه الاشوار الضاربة في جذور عمق سكان منطقة لحداده الابية ، أما الطَّبل هو الآخر ألة تقليدية تصنع من سيقان الأشجار "خشب" مغلفة بجلد الحيوانات بقر أو ماعز.
زين العابدين ديدي
