الاحتلال ورعايته للمنظمات الاستيطانية الإرهابية
اعتداءات مليشيات المستوطنين وعناصرهم الإرهابية المنظمة والمسلحة وعربداتهم ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومركباتهم وبلداتهم، التي كان آخرها اعتداءاتهم الاستفزازية في قصرة والمزرعة الغربية والخليل وطوباس، وكذلك المسيرة الاستفزازية التي نظموها في البلدة القديمة بالقدس وقيامهم بأداء طقوس تلمودية ورفع شعارات عنصرية معادية للعرب .
تتواصل انتهاكات الاحتلال وجرائمه المتواصلة بحق شعبنا وأرضه ومقدساته واعتداءات المستوطنين المستمرة والمتكررة خاصة على المسجد الأقصى المبارك، وما تتعرض له المدينة المقدسة من عمليات تهويد وفي الوقت نفسه تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 398 شهيدا منهم 256 شهيدا في مقابر الأرقام و142 شهيدا منذ عودة سياسة الاحتجاز عام 2015 وبينهم 14 طفلا شهيدا و5 شهيدات وتحتل قضية الشهداء واسترداد جثامين الشهداء والشهيدات الأولوية القصوى في ظل الهجمة الشرسة التي يشنها نظام "الأبارتهايد" الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني كون أن ممارسات الاحتلال تهدف إلى تصفية أشكال الحياة كافة عبر ملاحقة الأجساد الفلسطينية واستهدافها وانتهاك قيمها الإنسانية وكرامة الجسد الشهيد وحرمته وحرمان ذويه وأبناء شعبه من أداء طقوس وداعه وتكريمه .
حكومة التطرف الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاعتداءات ونتائجها الخطيرة على ساحة الصراع باعتبارها تصعيدا خطيرا في الأوضاع تهدف لخلق المزيد من التوترات التي من الممكن ان تنفجر خاصة أن الحكومة الإسرائيلية وعددا من وزارئها المتطرفين يوفرون الحماية والدعم والإسناد لمليشيات المستوطنين ويتبنون مطالبهم الاستعمارية والتوسعية العنصرية .
استمرار دعم حكومة الاحتلال للمستوطنين بات يشكل خطورة بالغة كونها تطلق ايدي غلاة المتطرفين ليعيثوا خراباً في الواقع الفلسطيني وسرقة المزيد من الأرض لتوسيع المستوطنات والبؤر العشوائية وارتكاب المزيد من القمع والتنكيل بحق المواطنين الفلسطينيين علما أن عناصر التخريب الاستيطانية معروفة تماماً لأذرع سلطات الاحتلال وأجهزتها وكذلك القواعد التي يعيشون فيها على هضاب الضفة الغربية المحتلة وتلالها دون أن تحرك ساكنا أو تقوم باعتقالهم، بل يتدخل جيش الاحتلال لقمع المواطنين الفلسطينيين في حال قاموا بالدفاع عن أنفسهم في وجه اعتداءات المستوطنين .
الموقف الامريكي الصامت تجاه ما يحدث بل دعم دولة الاحتلال من خلال الفيتو الامريكي وشعورها بالحماية والحصانة وإفلاتها المستمر من العقاب يعمقان استفرادها بالشعب الفلسطيني وسرقة المزيد من أرضه لصالح الاستيطان وعمليات الضم التدريجي المعلن وغير المعلن للضفة الغربية المحتلة على طريق تقويض أية فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية وتصفية حقوق الشعب الفلسطيني عبر محاولة حسم قضايا الحل النهائي التفاوضية من جانب واحد وبقوة الاحتلال ووفقا لخارطة مصالحه الاستعمارية الإستراتيجية الكبرى .
لا بد من وقف الصمت الدولي ويجب التدخل من قبل المجتمع الدولي بشكل فاعل وحقيقي لوقف الاستيطان بأشكاله كافة وتفكيك قواعده الإرهابية وتجفيف مصادر تمويلها ووقف إجراءات الاحتلال أحادية الجانب غير القانونية باعتبار ذلك المدخل الصحيح لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع .
وما من شك بان استمرار الصمت الدولي تجاه جرائم الاحتلال وتدني ردود الفعل والمواقف الدولية وضعفها تجاه الاستيطان وعربدات المستوطنين وجرائمهم وكذلك الفشل الدولي في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية تولّدان الانطباع لدى قادة الاحتلال بعدم جدية المجتمع الدولي في تطبيق إرادة السلام الدولية والقانون الدولي على الحالة في فلسطين المحتلة وهو ما بات يشكل مظلة لإسرائيل في تكريس الاحتلال وتعميق حلقات نظام الفصل العنصري "الأبرتهايد".
سري القدوة
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية