السبت
2024/05/18
آخر تحديث
الجمعة 17 مايو 2024

علينا ألا نراوغ عندما يتعلق الأمر بقضيتنا: قضية فلسطين

5 فبراير 2024 الساعة 15 و50 دقيقة
علينا ألا نراوغ عندما يتعلق الأمر بقضيتنا: قضية فلسطين
طباعة

علينا ألا نراوغ عندما يتعلق الأمر بقضيتنا: قضية فلسطين

فالتحليلات الغير دقيقة التي يغذينا بها الخبراء ، وعلماء السياسة والجيواستراتيجية - على قناة الجزيرة ووسائل الإعلام الأخرى - تتجاهل النقلة النوعية التي أحدثها طوفان الأقصى ، بتاريخ يوم 7 أكتوبر 2023 الخالد .

لا تزال عقولنا تحت تاثير التحليلات السياسية الملوثة التي يا ما رمتنا بها الصحافة خلال الفترة التي سبقت السابع من أكتوبر .

تلك التحليلات السياسية الجيواستراتيجية التي تسلط الضوء على ما يسمى بالاختلافات في المواقف بين الفاشيين القدامى والفاشيين الجدد . ولا زال الصحافيون يواصلون الحديث معنا عن "الانتخابات في اسراييل .. واهتمامات نتنياهو الشخصية .. و ..."

هنا ، يكمن الخطر الاول في ان هذه التحليلات لا تعكس بشكل صادق ، نوايا واستراتيجيات الصهاينة في هذه الحرب ، ولا هدفهم . فنراهم ينشرون في كل اتجاه ، الأوهام والآمال الكاذبة ، استخفافا بالعقول .

طبعا هذا يفيد إسرائيل التي لديها هدف واحد لا غيره . نعم ، كل المغتصبون مجتمعون على هدف واحد وان اختلفت المقاربات . موقفهم هو محو الوجود الفلسطيني . والفرق بينهم ، هو ان من يصنف نفسه بمعارض ، يزعق برأيه في الشوارع لكنه يطبق حرفيا ما يفكر به حكامهم . فقط الفرق في المظاهر إذ يتقاسمون الأدوار .

لقد أثبت 7 أكتوبر 2023 , ضرورة وحتمية تحرير فلسطين . اي زوال المستعمرات !.
ومصير المستوطنين ؟ هل سينتقلون الى داخل الأراضي المحتلة عام 48 . ام انهم سيعودون الى بلدانهم الأصلية ، من حيث اتوا .

وفي كلا الفرضيتين
هل تستطيع إسرائيل البقاء؟ .

كشف لنا 7 اكتوبر عن واقع اخر يشتغل بال قادة إسرائيل .

وفي مواجهة هذا الوضع الجديد ، اختارت إسرائيل وقادتها - بالإجماع - شن حرب لتحقيق "تسوية نهائية" للقضية الفلسطينية :
يعني :
 إبادة جزء كبير من سكان غزة ،
 جعل الحياة البشرية فيها ، مستحيلة .
 ⁠ الضغط على المجتمع الدولي ، حتى يتولى مسؤولية "السكان الحطام المحتضرين" في أراضي أجنبية ،خارج فلسطين
 باختصار ، تصفية ما يسمى بفلسطين والفلسطينيين تحت ستار : "تدمير حماس ووسائلها وقدرتها "الإرهابية المزعومة على إلحاق الأذى ".
 يؤمن الإسرائيليون وقادتهم الذاهبون إلى الحرب ، إيمانا راسخا بجدوى وفعالية مشروعهم الشرير والإجرامي . وذلك بالاعتماد :
 على تفوقهم العسكري ، من أسلحة وقوة بشرية ؛
 على موارد مالية وأسلحة غير محدودة .
فالولايات المتحدة صارت ملحقا ومستودعا لإسرائيل . ناهيك عن مطابعها التي تخلق - دون عقاب- الدولارات التي تغذي التضخم في العالم .

وماذا نقول :

 عن اللامبالاة الفعلية ، أو في أحسن الأحوال ، عن ضعف مواقف العالم ، في مواجهة إبادة جماعية فريدة من نوعها .
 ⁠ عن الموارد المحدودة للفلسطينيين ، دون إمكانية التجديد .
 عن الدعاية الكاذبة والمضللة ، من خلال أوهام معينة ، تدعمها تحليلات زائفة وغير دقيقة ، تخدم الاستراتيجية الإسرائيلية عن وعي أو دون قصد .

يظن هؤلاء المجرمون أن "يوم النصر " لقريب ! يوم الأمر الواقع : الا وهو موت فلسطين والفلسطينيين ، وانتصار إسرائيل .

حينها ، سيعلن الفاشيون ، والفاشيون الجدد ، واليسار واليمين ، ونتنياهو ، ومناهضي نتنياهو سيعلنون نفس الموقف . وسيقولون للعالم : " لقد دافعنا فقط عن أمن إسرائيل » .
ثم يتباهون أمام شعوبهم قائلين :
" كما ترون ، قد أنجزنا ما وعدناكم به . فالحرب هي التي ستحل المشكلة بشكل نهائي . لذا كانت المعادلة ، التضحية بمائة سجين من أجل بقاء ستة ملايين إسرائيلي ، في إسرائيل نظيفة ؛ يستطيع المستوطنون النوم فيها بأمان وتعيش اسرائيل في سلام » .

نعم أرادت إسرائيل أن تموت فلسطين تدريجياً ، عبر مزيج من القمع والتماطل في الخدمات واللجوء للحيل .

واليوم ، ها هم يحاولون دك فلسطين وتسويتها بالأرض .

فلتتوقف التحليلات عن توزيع الأوهام . تلك التحليلات الخيالية التي تخدم أهداف إسرائيل الإجرامية ، وتتناسب بشكل طبيعي مع مناوراتها !.

• يجب كشف وتوضيح الحقيقة أمام الملأ ، كتابة وجهرا ،
• و لا لغض الطرف وممارسة التحليل الجيوسياسي الذي يخفي الحقيقة في استوديوهات البث !
*
محمد بن محمد الحسن
معهد راس
4/2/2024