الجمعة
2024/05/17
آخر تحديث
الجمعة 17 مايو 2024

9 وجوه بارزة من غزة حملت على عواتقها نقل الحقيقة رغم التهديدات

19 دجمبر 2023 الساعة 08 و29 دقيقة
9 وجوه بارزة من غزة حملت على عواتقها نقل الحقيقة رغم (…)
طباعة

شنت إسرائيل عدوان "السيوف الحديدية" على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ردا على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها فجر اليوم نفسه المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

واستخدم الاحتلال أعتى أسلحة آلة الحرب، وأساليب منوعة لإلحاق الأذى بالمدنيين تشمل التهجير والتجويع والترويع، وارتكب مجازر مروعة في مختلف مناطق القطاع.

وقد برزت خلال هذا العدوان وجوه أخذت على عواتقها كشف جرائم الاحتلال، ونقل رسالة الضحايا للعالم. وتنوعت هذه الشخصيات بين مسؤول حكومي وطبي وإعلامي وعسكري؛ جمعها سعيها أن تكون "صوت غزة" الذي تسعى إسرائيل إلى إسكاته.

ومن أبرز هذه الوجوه والشخصيات:

أبو عبيدة
المتحدث الإعلامي لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وهو شخصية "ملثمة" مجهولة الهوية.

وبدأ الرجل مهامه في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، حيث ظهر في فيلم قديم بعنوان "كتائب القسام في ضيافة البندقية"، صوَّرته قناة الجزيرة في ذلك العام، وتأخر بثه إلى عام 2014.

إلا أن "أبو عبيدة" نال شهرته عام 2006، حين أعلن خبرَ أسر المقاومة الفلسطينية الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط".

وتحوّل "أبو عبيدة" إلى أيقونة تعتمد عليها كتائب القسام في توصيل رسائلها بنجاعة واقتدار كبيرين، وهو ما يجعله من الميزات المهمة التي تمتلكها حماس، وتساعدها في تنفيذ خططها وأهدافها.

ويمكن للمراقب أن يلاحظ أن رسائله المسجلة أو المصورة، تعد باحترافية عالية، وبمهنية كبيرة. كما تحرص كتائب القسام على منح الناطق باسمها مصداقية كبيرة، من خلال الحرص على نشر معلومات موثوقة والبُعد عن التهويل، وكذا الحرص على نشر صور وفيديوهات تؤكد صحة رسائله.

وتشعر إسرائيل بالقوة الكبيرة التي تمنحها شخصية "أبو عبيدة" لحركة حماس، لذلك تعمل على تحطيمها، وبدأت جهودها في "المسّ به" منذ عام 2014، حينما زعمت أنها كشفت عن هويته، في محاولة لتقزيم "رمزيته" وحصرها في شخص بعينه، يدعى "حذيفة الكحلوت".

ومع عودة ظهور "أبو عبيدة" في معركة طوفان الأقصى برسائله القوية، عادت إسرائيل لتكرار الرواية ذاتها والقول إنها تمكنت من كشف شخصيته، كما ذكرت أنها قصفت منزله الكائن في مخيم جباليا شمالي القطاع.

وفي هذا الصدد نشر الناطق باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي على حساباته في الشبكات الاجتماعية مع بداية الحرب صورة شاب فلسطيني مرفقة بتعليق يقول "عاجل، هذا هو المدعو حذيفة كحلوت الذي يتستر وراء كنية أبو عبيدة، وهو يتستر كذلك وراء كوفيته الحمراء (..) حذيفة كحلوت، لقد أصبحت مكشوفا. وقد حان الوقت للكف عن التستر".

وعادة ما يتجاهل "أبو عبيدة" الرد على دعاية جيش الاحتلال بهذا الخصوص.

أشرف القدرة
بشجاعة لافتة، وبدون اكتراث بالدبابات الإسرائيلية التي كانت تحاصر مستشفى الشفاء وتقصف مبانيه، ظل الناطق الإعلامي باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة، يصدح بصوته ساردا الإحصائيات التي يجمعها كل يوم حول مجمل الخسائر البشرية الفلسطينية جراء العدوان.

وبعد أن انتقل عمله إلى مستشفى "ناصر" بخان يونس، استمر القدرة في مهمته، وبالهمّة السابقة ذاتها.

ولد أشرف القدرة عام 1973 بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وهو متزوج وأب لـ4 أبناء.

حصل على البكالوريوس في العلاج الطبيعي والتأهيل من جامعة كراتشي في باكستان، ودرجة الماجستير في الإدارة والسياسات من جامعة القدس الفلسطينية.

وسبق له أن عمل مديرا لمركز الرحمة للعلاج الطبيعي والتأهيل، ومديرا للخدمات الفندقية في الوزارة.

وللقدرة نشاط مواز لعمله الحكومي، حيث يرأس مجلس إدارة معهد بوليتكنيك المستقبل.

منير البُرش
برز المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البُرش خلال الحرب، كأحد أهم الوجوه التي تكافح الاحتلال وتكشف جرائمه، رغم المخاطر الشديدة التي تواجهه، وخاصة خلال حصار مستشفى الشفاء.

وعقب خروجه مجبرا من الشفاء، واصل البرش نضاله "الطبي"، حيث توجه إلى مشافي شمالي قطاع غزة، وخاصة المستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان، وظل صوت غزة المُحذِّر من خطورة خروج المشافي عن الخدمة على الجرحى، والسكان.

ولد منير البُرش عام 1971، ببلدة جباليا، شمالي قطاع غزة، وفيها تلقى تعليمه الأساسي. وحصل على بكالوريوس في الصيدلة من جامعة ياش برومانيا، ثم حصل على درجة الماجستير في الإدارة والسياسات الصحية من جامعة القدس الفلسطينية.

وقبل توليه منصب المدير العام لوزارة الصحة، تنقل البرش في العديد من المناصب الحكومية، ومنها منصب المدير العام للصيدلة لمدة 12 عاما.

كما يشتهر البرش بنشاطه المجتمعي والخيري الواسع، حيث يرأس مجلس إدارة الجمعية الوطنية للتطوير والتنمية، وهو رئيس مجلس إدارة مؤسسة نماء للتنمية والتطوير، ورئيس مجلس إدارة كلية نماء للعلوم والتكنولوجيا، ورئيس مجلس إدارة نادي نماء الرياضي، ورئيس مجلس إدارة دار القرآن الكريم في جباليا، ومدير مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي "سابقا".

والبرش متزوج ولديه 8 أطفال، ويجيد اللغات العربية والرومانية والإنجليزية.

ومن المواقف اللافتة للبُرش، نعيه ابن أخته "أنس" الذي قُتل بقصف إسرائيلي، في حديث مع قناة الجزيرة، حيث فوجئ به "شهيدا" قبل بدء المقابلة.

محمد أبو سلمية
رغم الحرب النفسية الهائلة التي مارستها إسرائيل ضد مستشفى الشفاء بغزة، والزعم بأنه يحتوي على مقر قيادة حركة حماس، إلا أن مديره العام لم ترهبه هذه الأساليب، رافضا أوامر جيش الاحتلال بإخلائه.

وحتى اعتقاله في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ظلّ أبو سلمية "صامدا"، رغم الحصار وقصف المباني، وتكدس الجثامين في ساحة المشفى، ناقلا للعالم عبر مداخلات هاتفية مع وسائل الإعلام صورة الأحداث المأساوية التي عاشها الجرحى والمرضى والنازحون المحاصرون في "الشفاء".

ولد أبو سلمية عام 1973، في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، وهو متزوج وله 4 أبناء.

درس الطب في العاصمة الأوكرانية كييف في جامعة بوغوموليتس الطبية الوطنية، وتخصص في طب الأطفال، ثم عاد إلى قطاع غزة عام 1998. وحصل على البورد الفلسطيني في طب الأطفال عام 2013.

وعمل أبو سلمية عام 2000 طبيبا في مستشفى غزة الأوروبي، ثم تولى منصب المدير الطبي لمستشفى النصر للأطفال عام 2007، وفي عام 2015، تولى إدارة مستشفى الرنتيسي للأطفال، وفي 2019، أصبح مديرا لمجمع الشفاء الطبي.

عمل أبو سلمية على تطوير ونهضة مستشفى الشفاء، حيث أصبحت له القدرة على التعامل مع عمليات جراحية كبرى ذات مهارة عالية كانت في السابق تحوّل إلى خارج قطاع غزة.

سلامة معروف
من خلال ظهوره اليومي، برز رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، بصفته "صوت غزة"، راصدا كافة الجرائم والمذابح التي تشنها إسرائيل، بالإضافة لتداعيات العدوان في كافة المجالات.

ولم يتوان معروف في محاولة منه للفت انتباه العالم لجرائم الاحتلال عن حمل جثمان طفل شهيد خلال أحد مؤتمراته الصحفية اليومية، سائلا المجتمع الدولي عن سبب حرمان هذا الطفل من حقه في الحياة.

وبقي معروف يؤدي رسالته حتى اقتحام جيش الاحتلال مستشفى الشفاء، وتغوّله البري في مدينة غزة، حيث لم يتسن له عقب ذلك الاستمرار في عمله.

ولد معروف في القاهرة عام 1977، وهناك تلقى تعليمه الأساسي، وهو متزوج وأب لـ5 أبناء. عاد مع عائلته إلى غزة عام 1994، وحصل على درجة البكالوريوس في الإعلام من الجامعة الإسلامية عام 1999، والماجستير من الجامعة نفسها عام 2016.

بدأ عمله الصحفي محررا لمجلة الساحل بين عامي (1998-1999)، ثم عُيِّن موظفا في وزارة الإعلام في منتصف عام 2000.

وأصبح معروف مديرا عاما للمكتب الإعلامي الحكومي عام 2007، ثم رئيسا له منذ عام 2017، وله العديد من الأنشطة النقابية والمجتمعية، حيث كان في مجالس إدارة صحيفتي الرسالة وفلسطين، وشبكة الأقصى الإعلامية.

ولمعروف عدد من الأبحاث والدراسات في مجال الإعلام، وصدر له كتاب بعنوان "واقع حصول الصحفيين الفلسطينيين على المعلومات".

إسماعيل الثوابتة
حينما غاب صوت رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، إثر التوغل البري في مدينة غزة، حمَل إسماعيل الثوابتة المدير العام للمكتب الراية، متخذا من المحافظة الوسطى مقرا له.

ويرصد الثوابتة، كافة جرائم الاحتلال على كافة الصُعد، البشرية والمادية، ويبثها عبر رسالة يومية للعالم.

ولد الثوابتة في عام 1979 بمخيم النصيرات وسط القطاع، وهو متزوج وأب لـ5 أطفال.

حصل عام 2001 على درجة البكالوريوس في الصحافة من الجامعة الإسلامية بغزة، وفي عام 2020 على درجة الماجستير من الجامعة نفسها.

بدأ عمله الصحفي، مراسلا للعديد من وسائل الإعلام المختلفة، وعقب عمله في المكتب الإعلامي الحكومي عام 2006، ترأس صحيفة "الرأي" الحكومية، إلى أن عُين في منصب المدير العام للمكتب.

وللثوابتة نشاط مجتمعي حيث يرأس منذ عام 2013 المبادرة الشبابية الخيرية، وله العديد من الإصدارات منها كتاب مطبوع بعنوان: "جدران متصدعة"، وكتاب تحت الطبع بعنوان "كلام رصاص".

وائل الدحدوح
ولد وائل الدحدوح عام 1970، في حي الزيتون بمدينة غزة، ويعمل مراسلا لقناة الجزيرة الفضائية في قطاع غزة منذ عام 2004، ومن خلالها برز أحد أهم الإعلاميين الذين ينقلون حقيقة ما يجري من جرائم مروعة خلال الحرب الحالية.

وذاق الدحدوح حظه من الجرائم الإسرائيلية، عبر استهداف عائلته واستشهاد 14 شخصا من أفرادها بينهم زوجته واثنان من أبنائه، في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إثر قصف إسرائيلي طال منزلا لجؤوا إليه في مخيم النصيرات.

ورغم المصاب الجلل، لم يتوقف الدحدوح عن التغطية، وبقي صوته حاضرا ينقل من خلال "الجزيرة" للعالم حقيقة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين في غزة. وأصيب في قصف إسرائيلي الجمعة 15 ديسمبر/كانون الأول 2023، وهو القصف الذي استشهد فيه الزميل مصور الجزيرة سامر أبو دقة.

حصل الدحدوح على بكالوريوس في الصحافة والإعلام من الجامعة الإسلامية في غزة عام 1998، ونال درجة الماجستير في الدراسات الإقليمية من جامعة القدس عام 2007.

بدأ الدحدوح عمله الإعلامي مراسلا لصحيفة القدس الفلسطينية، ثم مراسلا لصوت فلسطين من طهران، وكذلك لقناة سحر الفضائية مع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، وعمل أيضا مراسلا لقناة العربية عام 2003 ثم انتقل للعمل مراسلا ومسؤول مكتب قناة الجزيرة في قطاع غزة منذ عام 2004.

واختارت مجلة "كناك" البلجيكية الدحدوح، الشخصية الصحفية لعام 2023، وخصصت 6 صفحات من العدد السنوي لتروي جزءا من قصة وائل وتضحياته لنقل الحقيقة.

وتحت عنوان "الصحفيون مستهدفون في غزة"، وصفت المجلة وائل الدحدوح بـ"الرجل الذي أصبح محور الأخبار بعد أن كان ناقلا لها"، إثر استهداف عائلته.

أنس الشريف
حينما غيّبت قوات الاحتلال قسرا وسائل الإعلام عن التغطية في محافظة شمال قطاع غزة، برز الصحفي أنس الشريف، حاملا على عاتقه عبء كشف جرائم ومجازر إسرائيل بحق السكان، غير مبال بالخطر الكبير المحدق به وبعائلته.

وكان واضحا مدى الإزعاج التي تسببت به تغطية الشريف للاحتلال، وكشفه عن جرائمها، ولذلك تم تهديده عبر اتصال هاتفي والطلب منه مغادرة المنطقة لجنوبي القطاع، وهو ما واجهه بالرفض.

وفيما يبدو عقابا له على دوره الإعلامي، قصف الاحتلال منزله في 11 ديسمبر/كانون الأول 2023، وهو ما تسبب في استشهاد والده، ورغم ذلك واصل الشريف أداء رسالته الإعلامية.

ولد أنس الشريف في مخيم جباليا في ديسمبر/كانون الأول 1996، وهو متزوج ولديه طفلة.

حصل على درجة البكالوريوس في الإذاعة والتلفزيون من جامعة الأقصى بغزة، وبدأ عمله صحفيا حرا منذ عام 2014، في تغطية الأحداث في مدينة غزة وشمالها.

وفي عام 2018، برز الشريف في تغطية مسيرات العودة وكسر الحصار، التي كانت تنظم بالقرب من السياج الحدودي بين قطاع غزة وإسرائيل، متعاونا مع مواقع صحفية ووكالات أنباء عربية وعالمية.

كما غطى في مايو/أيار 2021 معركة "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل.

وخلال العدوان الإسرائيلي 2023، بدأ الشريف العمل لصالح قناة الجزيرة الفضائية لتغطية الأحداث في شمال غزة.

إسماعيل الغول
كسابقه أنس الشريف، ملأ الصحفي إسماعيل الغول، فراغا كبيرا تسببت به ممارسات قوات الاحتلال في مدينة غزة، التي خلت تقريبا من وسائل الإعلام المحلية والدولية.

ورغم المخاطر المحدقة، وبينما كان الناس يبحثون عن طُرق للفرار من قذائف الاحتلال، كان الغول يبحث عن المعلومة بين أفواه "الموت" موثقا الحدث عبر إمكانياته البسيطة، ويرسله لقناة الجزيرة الفضائية كي تبثه للعالم.

ولد الغول عام 1997 في مخيم الشاطئ، شمالي مدينة غزة. وحصل على درجة البكالوريوس في الصحافة من الجامعة الإسلامية، وبدأ عمله في مجال الصحافة المكتوبة مراسلا لصحيفتي الرسالة وفلسطين المحليتين.

ثم اتجه الغول، إلى العمل التلفزيوني من خلال عمله مع العديد من شركات الإنتاج الإعلامية في غزة.

ومع اندلاع "طوفان الأقصى" بدأ التعاون مع قناة الجزيرة الفضائية في نقل الأخبار عبر مداخلات هاتفية، قبل أن يبدأ في إعداد تقارير تلفزيونية.

المصدر : الجزيرة